تساءلت صديقة في ذات صباح سؤالاً جميلاً

قالت : هل تؤيدون هذه المقولة ”إذا أردت أن تضاعف معدلات نجاحك ضاعف معدلات فشلك وإخفاقك”

وكان جوابي سريعا دون تفكير أو تكلف “ليس بالضرورة ”

فردت قائله “كيف يعني مُش مقياس” فقلت “عزيزتي تلك الجملة كبيرة وشاملة ولكن أولاً ماهو تعريف الفشل في رأيي الفشل هو أن تدخل معركة او تحدي او مشروع وتخطط له ويحدث احد الامرين إما أن خطتك لا تسير كما اردت وتنحني الى طريق آخر لم يكن بالحسبان ومن ثم تنسحب وتلغي وتوقف كل شي ولا تستمر او انك لا تستفيد من الدرس الذي هو سبب تغيّر الخطة وتظل تخطيء وتتعثر إلى أخر المشوار دون أن تصل لمرادك من نجاح

في الصغر وسن المراهقة عندما كنا طلبة في المدارس ننجح ونكمل الطريق ونتفوق كل سنه انا وانت والأغلبية والبعض ليصل لذلك النجاح رسب واعاد السنة الدراسية ولكن الفاشل في نظري ليس الراسب والذي اعاد سنوات من عمره وانما هو من قرر بترك الدراسة والإنسحاب

مؤخراً ربط الكثيرين النجاح وتحقيقه بكلمة “فشل” وذلك من الخطأ ان يعمم هذا التعبير على جميع المواقف والمشاهد فمن رأيي لا يصلح في كل الحالات لانه ببساطة كل منا في مشواره يواجه من العثرات والصعوبات الكبيرة والكافية ليصل الى مبتغاه ولكل منا قصته الخاصه .. اذن الانسحاب والتوقف هو الفشل

النجاح كلمة جميلة تطرب آذاننا ويرغب الكثيرون في أن يكونوا ناجحين ومع ذلك يبدو أن النجاح يكون حليف القليل منهم ويغلق أبوابه أمام الكثيرين خاصة في ريادة الأعمال وربما عدد قليل من الناس على استعداد لجعل بيئتهم مواتية بما يكفي للترحيب في النجاح .. ولكن ان اردت النجاح ابتعد عن ما يلي :

1. التسويف

“سأفعل ذلك لاحقًا” غالبًا ما يعادل “لن أفعل ذلك أبدًا” الشخص الذي لا يريدك أن تنجح ليس هو عدواً لك ولا هو شريكك في العمل ولكن هي عادة تسمى التسويف! الكثير من مصممي الأزياء اعرفهم لا يبادروا ولا يرغبوا في التعاون وانتهاز الفرص ولا يريدون أي مخاطرة التسويف ليس فقط لص الوقت ولكن لص ثقتك وقدراتك وحياتك ومهاراتك ، إذا واصلت التعايش مع التسويف ، فستستمر تصاميمك تتأخر عن ما هو رائج وشائع ويجب تقديمه الان وليس لاحقا بأسلوبك السخي والمبدع ، وسوف تستمر في دفع أعمالك التجارية لتصبح راكدة أو أموال مجمدة مثل شراء الأقمشة وعدم تصمميها التصميم اللائق لتحصل علي الربح المجزي منهعليك أن تأخذ هذا التسويف وتلك المماطلة إلى محكمة الطلاق اليوم حتى تتخلص منها إلى الأبد وتجعل النجاح حليفكفالتسويف والنجاح لا يمكن أن يعيشان معًا(عندما يكون هناك تسويف لا يوجد نجاح، حيث يوجد نجاح لا يوجد تسويف)

2. الجهل في التخصص

العالم يتغير باستمرار فإذا كنت ترفض التعلم فستكون قديمًا فالمعرفة قوة والتعلم لا ينتهي في المدرسة ومجال الأزياء واسع ويقدم الجديد يومياً ، فأنت بحاجة إلى تعلم وتحديث المعلومات باستمرار مع نفسك وعملك وتصاميمكاسأل نفسك حقًا ما إذا كانت إخفاقاتك ناجمة عن جهلك ؟ فإذا كنت ترغب في فتح محل جديد من نوعه ويقدم منتج بتصاميم مميزة وانت مصمم متميز ولكنك لا تعرف شيئًا عن الخياطة ، فهل هنالك قدر معين من المثابرة سوف يجعلك ناجحًا في ذلك؟ أم أن الاستشارة والتعلم والاستعانه بأصحاب التخصصات سيكون عوناً لك ومبسطاً لك طريق لنجاح باهر التخيل المستمر لتحقيق أحلامك وانت في الجهل سيقودك بإصرار للهزيمة كنتيجة ، ابحث عن الوقت وتعلم أولاً لكل ما تريد أن تسعى إليه حاول أن تقضي 90٪ من وقتك في تعلم ذلك ولا تفعل شيئًا دون التعلم أولاً ولا تدخل في عمل لا تفهمه ابدا

3. ضعف الإيمان بالنفس

ان غابرييل الفرنسية من اسرة فقيرة عاشت في دار للأيتام في سن صغيرة وعلى الرغم من مأساة حياتها في تلك الفترة الا انها تعلمت الخياطة واتقنتها ورغم فقرها واحتياجها للمال الذي اضطرها للغناء في الملاهي الليلية الا ان ايمانها بنفسها جعلها اليوم اشهر مصممة أزياء لأناقة خالدة ألا وهي كوكو شانيلايمانك بنفسك سيجعلك لا تسمح للآخر بالتحدث عن اهدافك ورغباتك بانها مستحيلة فالاعتقاد بأنك تستطيع أن تفعل ذلك هو كل ما تحتاجه

4. عدم وجود نية

الجميع لديه خطة لك ، لدى نتفليكس خطة لك وجميع قنوات التلفزيون وهم يعرفون أنك سوف تساعدهم على زيادة مبيعاتهم هذا العام حتى مزود خدمة الإنترنت لديك لديه خطة لك.. يعرفون أنك لا تستطيع العيش بدونهم وحتى رئيسك في العمل لديه خطة لك ، لدى مارك زوكربيرج خطة لك ، إنه يعلم أنك ستسجل الدخول إلى Facebook وتساعد في بناء شركته كل هؤلاء وغيرهم لديه خطة لك ، إلا أنت! اين خطتك لنفسك التي تكون معززة بالأهداف والمرتبطة بالنواياأنت بحاجة إلى خطة لنفسك وعملك ومشروعك إذا كنت كل يوم تستيقظ فيه دون هدف مصحوب بنية فعليك أن تعرف بالضبط لماذا تستيقظ؟ “ولا خليك نايم” لديك ميزانية ولديك أحلام وطموحات .. الان وليس غداً قم بإعداد خطة جيدة وهي عبارة عن أهداف طويلة المدى وقصيرة المدى وكل خطوة فيها لها نية صادقة

5. غياب الشجاعة

الشجاعة ليست غياب الخوف ولكن القدرة على اتخاذ القرارات بغض النظر عن الظروف وعن العقبات فان الشجاعة هي الثقة باتخاذ اجراءات جريئة بغض النظر عن العواصف والأحداث من حولنا وهي الإيمان بما تصنع وتوقع نتائج إيجابية