لطالما هذا السؤال يخطر في ذهني باستمرار مع كل عرض أزياء جديد أو في اسبوع الموضة المخصص في أوقات معينة في بلد معين وتزامنا مع يوم المرأة العالمي يلح السؤال مجددا ويلوح بكلتا يديه ورجليه لماذا عالم الأزياء النسائية وقادة الموضة وصيحاتها هم الاغلب من الجنس الخشن ؟ لماذا هم الرجال من يخبروننا ماذا نلبس وماذا نرتدي؟ بيت شانيل عمره أكثر من 100 سنه ومبتكرته السيدة (كوكو شانيل) خاضت الحروب لتفرض موهبتها الفذة في تصميم القبعات والمجوهرات والأزياء التي هي صيحة مغايرة لما تلبسه المرأة بالعادة في ذلك الوقت..
ولكن بعد وفاتها ليكمل المسيرة المهنية سلسلة متلاحقة من الرجال في عالم ضخم من التفاصيل ليكملوا مهنتها التي بدأتها ولكن ألسنا نحن يا معشر النساء من نهتم بالتفاصيل .. في كل عرض أشاهده وخاصة عروض لعلامات تجارية لمصممين جدد اتوسم ان ينتهي العرض بدخول المصممة صاحبة الذوق الرفيع التي فتنتني مجموعتها المبدعة ولكن مهلا … يا لخيبة الأمل .. إنه رجل ! فيبي فيلو – ستيلا كارتني – فيرا وونج – جينا ليون من المبدعات اللاتي وصلن للعالمية في استديوهات فن الأناقة وصناعة الملابس ولكن نجاحاتهن لا تقارن بحجم قصص النجاح لأكبر دور الأزياء الراقية الأخرى التي يرأسها ويملكها رجال مثل كينزو – لوي فيتون – توم فورد – ارماني – فالينتينو – دولتشي اند قبانا ومن العالم العربي ايلي صعب – توني ورد والمصمم السعودي يحي البشري
ولأشبع فضولي (جوجلت سؤال المقال) لأنه يندر أكاديميا أن يكون هنالك بحث او دراسة في هذا الموضوع وقرأت العديد من المقالات بهذا الشأن لأجد الإجابة كالتالي
1- في النادر ما يجتمع لدى المرأة حب الملابس والأقمشة وفن التصميم كموهبة أو عن دراسة مع عقل مدبر يدير تلك الصناعة فهنالك تسعير وخطة عمل وانتاج وإدارة مجموعات ومفاوضات وغيرها من الأمور التي تحول الشغف إلى انتاج مربح حيث أن عقلية هذه المبدعة في التصميم تفتقر للرؤية المستقبلية البعيدة في صناعة الأزياء
2- عندما يختار الرجل مهنة تصميم الملابس للسيدات خاصة دون عن التصميم للرجال فهو يخاطر بكل شيء بتكوين أسرة بعض أحيان أو التواصل الإجتماعي من خلال الأصدقاء ولا يجد حرجا فيما يصنع وبذلك تعلو لدية قيمة الإبداع لأنه مخاطر فهو يخوض تجربة جريئة غير عادية وإلا لكان من الأفضل له أن يكون مهندسا أو طبيبا أو محاميا ويعيش الحياة العادية
3- بعض الدراسات تشير إلى أن تلفزيون الواقع (في بلاد الفرنجة) وجهت الأنظار تجاه المرأة كمصممة للملابس انها تصنع التفاهة وأنها تتسلى لمليء فراغها في حين ينظر للرجل بالجدية والعمل المهم ! أو أن المرأة تخوض قصة نضال بائسة تعيشها لتعول الأسرة وتدفع الفواتير أما هو فقصته قصة الموهبة والإبداع .. .. عجبا!
4- التزامات المرأة العائلية تجعلها في الصفوف الدنيا اما هو فهنالك خلفه سيدة تتولى شؤونه الداخلية ليكون هو في الصفوف الأولى أثناء عمله (طبعا وراء كل رجل عظيم امرأة) 5- خيال الرجل تجاه جسد المرأة يساعده كثيرا لأنه يجد ذلك الجسد كاملا ليس فيه عيبا أو نقصا وأنه جميل متناسق أما من منظور المرأة التي تكره أجزاء لجسدها كلا او بعضا منه بدوره يعيق الخيال لديها ليصل للأبداع المطلوب
الممثلة الشابة ايمي واتسن لها رأي مختلف لأنها تجد أن عالم تصميم الأزياء فيه من العنصرية الشيء الكثير وتحيز الرجال واضح تجاه بعضهم ليبعدوا المرأة بعيدا عن هذا المجال ليهمشوها، اطلقت الشابة الجميلة حملة باسم He for She التي لاقت استجابة ايجابية من خلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة يناير 2015 ولها فيديو مصور على اليوتيوب اسمه Emma Watson fashion on gender quality (HeforShe) تسلط الضوء على العنصرية والتحيز في مجال صناعة الأزياء على أساس الجنس .. وتحث في الفيديو على المساواة بين الجنسين فهي تقابل شخصيات مهمة ذات وزن ثقيل في تلك الصناعة مثل استيلا ماكارتني حيث قالت بدورها ” نحن بحاجة لإعطاء أفضل رسالة للنساء من جميع الأعمار، وجميع الأحجام وجميع الجنسيات. نحن بحاجة للسماح للمرأة أن تشعر بالراحة مهما كانت “.
تقول إيما ” كانت هناك بعض الخطوات الأخيرة نحو معالجة قضايا محددة في هذه الصناعة، لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به. لقد رأيت بعض الخطوات الإيجابية جدا نحو المساواة في هذه الصناعة. ولكن أعتقد أن هناك الكثير من العنصرية، وهناك الكثير من التحيز الجنسي “، كما تقول “كنت حقا، أحب أن نرى تمثيلا أكثر تنوعا من النساء والرجال بأي حال من الأحوال لتجعلهم يشعرون بالسلطة والقوة.”الحقيقة نحن لا نعلم ماذا يحدث وراء الكواليس في صناعة الأزياء العالمية التي قد تكون المرأة جزءا لا يتجزأ وعنصر مهم وجريء فيها ولكن أيا كانت الأسباب أو المسببات إلا أنها في آخر المطاف لا تأخذ دور البطولة والفوز بالفضل الكبير ! كل عام وجميع السيدات الاتي خلف الكواليس بألف خير .. أنتم من صنعتم امبراطوريات ونجاحات والهامات العالم
0 Comments