التقليد ومحاكاة التصاميم منتشر جدا في تخصص الأزياء وصناعتها ولك أن تأخذ جولة في مراكز التسوق لترى بعينيك التشابه الملحوظ في جميع محلات وماركات الملابس ودور الأزياء التجارية ذات الأسعار المتوسطة التي هي في متناول الجميع أمثال زارا ومانجو واتش أند إم والقائمة تطول بالعلامات التجارية البريطانية او الأمريكية التي أغرقت السوق الخليجي فمنذ نعومة أظفارنا ونحن أطفالا تعلمنا كتابة الأحرف عن طريق نسخها وتقليدها كما تكتبها المعلمة وكأنها مطبوعة بآلة والسؤال الذي يطرح نفسه: هل من الممكن ذلك في مجال تصميم الأزياء وإن صح القول في مجالات التصميم عموما؟قد تسافر إلى دول شرق آسيا لتجد العلامات التجارية الكبرى لصناعة الحقائب مقلدة تقليدا دقيقا وبدرجة كبيرة حتى انك لا تستطيع التفريق بين المقلد والأصلي ، بضائع تباع على الأرصفة وفي الأزقة أو في المتاجر الشعبية أو حتى بالتهريب لبيعها خلسة في بعض البلدان (لأن قانونها يمنع بيعها ) بأرخص الأثمان وأقل الأوزان، لكن مهلا ! أليست تلك مثل هذه !التقليد للتزييف ووضع اسم العلامة كما هو ذلك الغش والتدليس والخداع بعينه الذي لا نوافق عليه ولابد من الحد من انتشاره وعلى أصحاب المحلات ومراكز التأجير أن لا يسمحوا للتجار بالتجارة من هذا النوعولكنني هنا أتحدث عن تقليد تصاميم الأزياء من باب الاقتباس (كما يقال هي مستلهمة من أو مستوحاة من) وقد يأخذ المصمم قصات أو أجزاء من تصميم معين ويضيف عليه أو يغير فيه وبالتأكيد لا بأس في ذلكتفرد المصممين العالميين بالتصميم المميز الذي إذا قلد يكون من المعروف من هو المصمم الأصلي وصاحب الفكرة مثل العلامة التجارية (بربري) المعروفة بخطوط الكاروهات ذات طابع خاص بها حيث انك مجرد أن تراها في الملابس أو الحقائب أو الساعات أو حتى على مفرش طاولة تعرف أنها بربري وان الفضل يعود لهم حتى لو كان ما امامك مزيف ومقلدتتوارد الأفكار لدى المصمم أثناء التصميم وقد لا يعي أنها أفكار ورسومات قد نفذت من قبل ولكن لسعة اطلاعه في مجاله والتعرف على منافسيه يجد ذلك لا اراديا يرسمه في فكره وخياله ولا حتى يشعر او يدري من اين أتت أو جاءتبعض المتخصصين يجدون أن النسخ والتقليد يجعل الموضة تسير في اتجاه معين لموسم معين أو وقت معين ،فكلما زاد التقليد والنسخ اقتنع المستهلك بجمال تلك الموضة التي تروج لها وأحبها فتتحرك الصناعة شيئا فشيئا فتبيع المتاجر أكثر فأكثربالطبع هنالك حقوق حفظ لحماية العلامات التجارية في أمريكا والدول الأوروبية تمنع من التقليد المزيف للعلامة بنسخها طبق الأصل ولكن أصابع الاتهام تشير الى أن أكبر العلامات التجارية الأوروبية هي أكبر ناسخي الموضة مثل top shop – zara – H&Mويرى البعض أن من وظيفة المصمم هو اعطاء ذوق أو طابع معين للتصميم الذي ينتجه مثل الشيف الطباخ عندما يضيف محسنات للطعام واضافات وما شابه لطريقة طهي جديدة لطبق ووصفه معروفة ومتداولة هي بالطبع من السهل تقليدها لأن الطعام شيء اساسي في حياتنا مثله مثل الملبس الذي لا غنى عنه ولكن الطابع والروح التي فيها صعب تقليدهاالابتكار في الأزياء هو تغيير في الشيء وتحسينه هنالك بعض الابتكارات في الأقمشة التي تميز العلامة التجارية عن غيرها ولكن التصميم الغريب أو الشاذ لن تلبسه أو ترتديه لأنك أعتدت على ذوق معين وبالعادة هو رائج عند الجميعإذن السؤال: متى يضر النسخ والتقليد بالموضة والفاشن؟ في كتاب knock off economy: how imitation sparks innovation يقول المؤلفان (كال راستيليا – كريستوفر اسبرنجمان) ،يكشف الكتاب عن وجود علاقة دقيقه ورائعة بين التقليد والابتكار في بعض المجالات الإبداعية كالأزياء والصناعات الغذائية فالتقليد يعزز من حرية الإبداع فالحرية في التقليد جعل الابتكار عامل أساسي في تسريع عجلة البيع والربح.ليس من صالح صناعة الأزياء أن يكون هنالك حقوق ملكية للتصاميم لأن عملية النسخ والتقليد تساعد على النمو والازدهار والبيع أكثر فأكثر ويجعل المصممين العالميين تحت الضغط الدائم لسرعة الابتكار والتغيير للمساعدة على الترويج وتبقى تلك الصناعة حيوية ونشطةأما الصناعات التي ترتكز على حقوق التأليف والنشر، مثل الموسيقى والأفلام وتأليف الكتب فهي تكافح التقليد المنتشر في التقنيات الرقمية من النسخ لنطاق واسع يصعب وقفه على نحو متزايد اما عالم الموضة والأزياء الذي يتحفنا دائما بالجديد والمدهش والمفاجئ أحيانا فهو مختلف ومتفرد مثل صانعيه
لماذا ترغب في إنشاء علامتك التجارية الخاصة بك
بعض الناس مقدر لهم أن يكونوا رواد أعمال من وقت تخرجهم في المدرسة أو ربما حتى قبل ذلك ، يكونون متعطشين لبدء بعمل تجاري خاص به وقيادته إلى النجاح ، ولن يتوقفوا عند أي شيء لجعل هذا الحلم حقيقة بالنسبة للآخرين فإن بدء عمل تجاري هو فكرة مخيفة ومرعبة . يمكن أن يكون بدء عمل...
0 Comments